تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
على عكس ما يُعتقد، لم تكن العصور المظلمة مظلمة تمامًا عندما يتعلق الأمر بالصحة والعلاج، فقد اكتشف باحثون كنزًا من العلاجات الطبية التي تعود إلى أكثر من ألف عام، ما يدل على أن الأوروبيين في بدايات العصور الوسطى كانوا أكثر وعيًا صحيًا مما تصوره المؤرخون سابقًا.
وقالت الدكتورة ميج ليجا، الأستاذة المشاركة في التاريخ بجامعة بينجهامتون، والتي شاركت في قيادة هذا البحث، لموقع Science Daily: "كان الناس في بدايات العصور الوسطى مهتمين بالعلم والملاحظة، وكانوا يحاولون معرفة فائدة المواد الطبيعية المختلفة، وتحديد الأنماط والتنبؤ بالنتائج."
وتُظهر نتائج البحث أن هؤلاء ربما كانوا على دراية بما يفعلونه — وأن بعض ممارسي الطب البديل اليوم قد يكونون مجرد مقلدين متأخرين، بحسب nypost.
وأضافت ليجا: "الكثير من الوصفات الموجودة في تلك المخطوطات نراها الآن تُروَّج عبر الإنترنت كعلاجات بديلة، لكنها في الحقيقة تعود لآلاف السنين".
«زيت الورد ونواة الخوخ»..علاج الصداع في العصور الوسطى

هل تُعاني من الصداع؟ في العصور الوسطى، لم يكن هناك آيبوبروفين، بل كانت الوصفة الشائعة هى خلطة من نواة الخوخ المطحونة وزيت الورد تُدهن على الجبهة لتخفيف الألم.
قد يبدو هذا أقرب للسحر منه إلى الطب، لكن العلم الحديث لا يُنكر فوائده تمامًا، فدراسة أُجريت عام 2017 وجدت أن زيت الورد قد يوفر راحة مؤقتة من آلام الصداع النصفي — أما نواة الخوخ، فتبقى فعاليتها غير مؤكدة.
وصفة العصور الوسطى لصحة الشعر
في مخطوطة تعود للقرن التاسع، وُجدت توصية لتحسين صحة فروة الرأس تبدأ بخطوة بسيطة: تنظيف فروة الرأس بمحلول من الملح والأعشاب والخل لطرد الطفيليات، حتى اليوم يستخدم بعض الناس الخل، وخاصة خل التفاح، كغسول منزلي لعلاج القشرة والإكزيما.
ورغم أن الخل يحتوي بالفعل على خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات والفيروسات، إلا أن الأدلة العلمية على فعاليته في علاج مشاكل فروة الرأس لا تزال محدودة، لكن من أجل شعر أكثر جاذبية، لم يكتفِ معالجو القرون الوسطى بذلك، فقد أوصوا باستخدام مرهم مكوَّن من زيوت ممزوجة برماد "سحلية خضراء محروقة".
ورغم انتشار وصفات الجمال المنزلية على الإنترنت هذه الأيام، يبقى من غير المرجح أن تتحول السحالي المحروقة إلى موضة في أقنعة الشعر على تيك توك.
لم تكن جميع الوصفات في العصور الوسطى عملية؛ فمثلاً أوصت إحدى المخطوطات النساء الحوامل بـربط ريش نسر على الساق اليسرى لتسهيل الولادة.
المشروع العلمي الذي كشف هذه الأسرار
تأتي هذه الاكتشافات من مشروع علمي ضخم بعنوان "مجموعة الطب اللاتيني في بدايات العصور الوسطى" (Corpus of Early Medieval Latin Medicine)، وهو أرشيف رقمي استغرق جمعه أكثر من عامين بقيادة الدكتورة ليجا وفريقها، وقد أسهم هذا المشروع في مضاعفة عدد المخطوطات الطبية المعروفة التي تعود إلى ما قبل القرن الحادي عشر، والمثير أن العديد من هذه العلاجات كُتبت على هوامش كتب غير طبية مثل كتب النحو واللاهوت والشعر.
وأوضحت ليجا: "صحيح أننا نفتقر للكثير من المصادر من تلك الحقبة، لذا نُطلق عليها 'العصور المظلمة'، لكن هذا لا يعني أنهم كانوا معادين للعلم".
وأضافت: "كانوا مهتمين بالعلاج، ويرغبون في مراقبة الطبيعة وتسجيل الملاحظات في أي مكان ممكن، حتى في هوامش كتب الشعر".
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية